محلل لبناني: عندما ترحل القوات الأمریکیة من المنطقة يرحل معها الإحتلال الصهيوني

وفيما یلي نص الحوار:
السيد الديراني بإعتباركم المحلل السياسي اللبناني كيف تقيم التطورات في العلاقات بين إيران ولبنان في الآونة الأخيرة وما هو الدور الإيراني في تهدئة الوضع الذي يمر به لبنان في غياب رئيس الجمهورية ؟

العلاقة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ولبنان علاقة روحية مميزة منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران، وقفت الى جانب الشعب اللبناني في مقاومته للإحتلال الإسرائيلي الصهيوني الذي غزا لبنان واحتل العاصمة بيروت عام 1982, والذي تم دحره من بيروت ثم الشريط الحدودي ومن ثم دحره بشكل كامل عام 2000 من دون قيد أو شرط، ثم جاء عدوان تموز 2006 الذي كان يهدف إلى تدمير حزب الله والمقاومة الإسلامية ولكن منّ الله على المقاومة بالنصر الإلهي والفتح المبين، وتمت هزيمة العدو لأنه لم يحقق شيء من أهدافه، وتم إعادة بناء كل ما هدمه الكيان الصهيوني الإرهابي، كل ذلك كان بفضل قيادة حزب الله السياسية والعسكرية والأمنية وبفضل الدعم والإحتضان الايراني للمقاومة سياسيا وعسكريا وماديا، وحتى القائد الشهيد الجنرال قاسم سليماني كان حاضرا إلى جانب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وإلى جانب القائد الجهادي الكبير الشهيد عماد مغنيه.أما على صعيد العلاقة الإيرانية مع الحكومة اللبنانية فهي دائما تتعامل معها باحترام وتقدير عالي، وتعرض على الحكومة اللبنانية الدعم بكل الجوانب الاقتصادية والانمائية التي هي مهمة لكل المواطنين اللبنانيين وخصوصا الكهرباء والطاقة، لكن الحكومة اللبنانية رغم أنها ترحب بذلك لكن تخاف من العقوبات الامريكية، ويبقى الشعب اللبناني محروما من تلك الخدمات. وتعمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال الزيارات المتكررة للمسؤولين الإيرانيين إلى لبنان مؤخرا في ظل عدم التمكن من إنتخاب رئيس للجمهورية بسبب عدم وجود أغلبية برلمانية تستطيع أن تنتخب رئيسا دون اللجوء للتحالفات السياسية، والجمهورية الاسلامية تسعى لأن يكون لبنان مستقرا سياسيا وأمنيا ولا تتدخل بالشأن السياسي الداخلي، وتحترم رأي البرلمان اللبناني بإختيار الرئيس المناسب.وإذا کان بإمکانک تقدیم المزید من التفاسیر حول إمدادات إيران من الكهرباء والطاقة للبنان؟

-عندما عصفت أزمة البنوك في لبنان، وإنهيار العملة اللبنانية أمام الدولار الأسود الأمريكي والتي أدت إلى إنهيار إقتصادي ومالي في لبنان، وصل الأمر إلى فقدان الموائد الأساسية لتوليد الطاقة الكهربائية، وكانت أمريكا تتمتع وهي تحاصر لبنان وتراه ينهار ومعولة على أن يخرج الشعب اللبناني في الشارع ضد المقاومة وسلاحها وإتهامها أنها سبب الأزمة الإقتصادية، لكن أغلبية الشعب اللبناني كان واعيا للأهداف الأمريكية. هنا لم تقف قيادة المقاومة مكتوفة الأيدي تدخلت فورا لحل الأزمة والتقليل من الأضرار على الشعب اللبناني حيث إستعان سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وطلب منها المساعدة بمد لبنان بمادة الفيول عبر ناقلات السفن، ولبت الجمهورية الاسلامية النداء ومدت لبنان بعدد كبير من ناقلات السفن المحملة بمادة المازوت وغيرها من المواد الضرورية لتخفيف الأزمة المعيشية للشعب اللبناني بكل طوائفه ومناطقه، ولولا تلك المساعدة الفورية لدخل لبنان في فوضى شعبية عارمة. وهذا جواب مختصر على ما قدمته الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أجل لبنان وشعبه في مجال الكهرباء والطاقة. إضافة إلى أن المسؤولين الإيرانيين أعلنوا دائما عن إستعداد الجمهورية الإسلامية لبناء شبكة كهرباء للبنان توفر الكهرباء على مدار السنة دون إنقطاع خلال اقل من سنة، لكن الحكومة اللبنانية عاجزة عن إتخاذ موقف وطني سيادي خوفا من العقوبات الأمريكية الظالمة الإرهابية.وكيف ترى السياسات الإقليمية الإيرانية؟

-أرى أن السياسات الإقليمية الإيرانية ناجحة لأنها نابعة من سياسة الإستقلال عن الهيمنة الأمريكية، وتعمل بكل جهد على الإنفتاح على الدول الإقليمية المجاورة للجمهورية الإسلامية وخصوصا دول الخليج الفارسي من أجل الحفاظ على الأمن والإستقرار في المنطقة، وإطفاء الفتن التي عمل عليها العدو الأساسي لشعوب المنطقة الأمريكي والإسرائيلي وما زال يعمل عليها. لقد عززت الجمهورية الاسلامية مكانتها في المنطقة من خلال دعمها غير المحدود لمحور المقاومة، كما عززت علاقاتها الدبلوماسية مع دول كانت مناؤة لها لسنوات. وعززت علاقاتها مع روسيا والصين ودول أمريكا اللاتينية، والآن مع الدول الإفريقية التي بدأت تثور ضد الهيمنة الأمريكية والأوروبية. أرى أن السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ناجحة وواعدة لمستقبل مشرق، ونرى الهيمنة الأمريكية في سقوط وتهاوى نحو الإنحدار. ويبقى الأمر الأساسي هو العمل بجدية مع كل دول المنطقة لطرد القوات الأمريكية من المنطقة التي يشكل وجودها خطرا على أمن وإستقرار دول وشعوب المنطقة، وعندما ترحل يرحل معها الإحتلال الصهيوني لفلسطين المحتلة.وما هي مواقفكم بشأن التدخلات الفرنسية في لبنان؟

-بالنسبة للتدخل الفرنسي في لبنان يأتي ضمن ما يمكن وصفه بالهيمنة والإملاءات، يأتي المبعوث الفرنسي وكأنه طاووس يفرش ريشه ويملي أوامره ونواهيه على السياسيين اللبنانيين، والكثير منهم يعتبرونه السيد المفروض طاعته، وأمره مطاع، وما زالت عقلية وعقدة الدونية عند الكثير من السياسيين اللبنانيين، ولا يفكرون بمصلحة الشعب اللبناني إلا من خلال الإملاءات الأجنبية، ومن المفارقات العجيبة التدخل الفرنسي لحل الأزمة السياسية في لبنان والنظام الفرنسي يعاني من أزمة سياسية وإقتصادية كبيرة، ويعاني من إنهيار سياسي خارجي في إفريقيا وفقده الهيمنة على كثير من الدول الإفريقية الفقيرة المنهوبة لسنوات من قبل النظام الفرنسي، ناهيك عن التدخل الأمريكي السافر والوحشي في الشأن اللبناني، والذي ينظر إلى مبنى السفارة الأمريكية الجديد في لبنان الذي ما زال قيد الانشاء في عوكر شمال لبنان ومساحته تبلغ 90 ألف متر مربع مبنى و 120 الف متر مربع مساحات حول المبنى يرى بأن هذه السفارة ليست لأغراض دبلوماسية بل إحتلال وهيمنة وأكبر مركز بالشرق الأوسط للتجسس، ولولا وجود المقاومة وسلاحها لكان لبنان غارق في المركب الصهيوني وعبد ذليل من عبيد أمريكا وإسرائيل، لذلك يعملون على نزع قوة لبنان التي يتمتع ويتحصن بها.

منبع:ایسنا

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *