وفي السياق استمرّ مسلسل معاناة اللبنانيين الذين يرزحون تحت وطأة الأزمات ويعيشون تحت رحمة التجار والشركات من الكهرباء الى الوقود الى المواد الطبية والداوء والغذاء ارتفاع سعر صرف الدولار ولليوم الثاني على التوالي تحولت العاصمة ومعظم طرق البلاد الرئيسية والفرعية الى مواقف هائلة للسيارات التي اصطفت في طوابير لا تنتهي للتزوّد بالبنزين.
وان مشهد بيروت التي تحولت لليوم الثاني مرآبا عملاقاً خانقاً سدّت فيه معظم الطرق الرئيسية والفرعية تحت وطأة ازمة البنزين واصطفاف عشرات الوف السيارات في صفوف لا تنتهي أقفلت معها العاصمة، بدا كافياً لمعاينة مدى الذل الخيالي الذي يعاني منه اللبنانيون، علما ان صفوف الإذلال لم تقف على التراصف حول محطات المحروقات للحصول على ما لا يزيد عن ليترات مقننة قليلة لا تتجاوز قيمتها العشرين الف ليرة بل تمددت اكثر فاكثر امام الصيدليات وفي المستشفيات أيضا. ومع تمدد الطوابير، اشارت المعلومات إلى ان باخرة بنزين واحدة كانت راسية في البحر تنتظر إفراغ حمولتها، وأخرى تصل في 13 الجاري لكن المشكلة الأساسية
فيما يواصل مصرف لبنان البيانات التي تطمئن لجهة فتح الاعتمادات ومنصة الصرف وسداد جزء من الودائع، لكن هذه البيانات لم تعد تقنع الناس لتكرارها دون أي خطوات عملية تنعكس في الأسواق أموالاً وسلع، بحيث باتت استعادة الصدقية تنتظر ترجمة ملموسة لم تظهر.
وبموازاة ذلك، وبينما بدأت أزمة طحين تلوح في الافق في عدد من المناطق خاصة في الجنوب، رفع القطاع الاستشفائي، عشيّة إضراب الصيدليات اليوم لانقطاع الدواء، الصوت محذراً من نقص حاد في المستلزمات الطبية، وقد نفّذ الأطباء في اكثر من مستشفى إضرابات منبّهين الى ان المرضى في خطر بسبب هذا النقص.
وأعلنت نقابة المستشفيات الخاصة أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في مستلزمات غسل الكلى مما يهدد بتوقف هذه الخدمة اعتباراً من الأسبوع المقبل في حال عدم تسليم المستلزمات للمستشفيات خلال الأسبوع الحالي. وفيما اعلن عدد من المستشفيات وقف عمليات غسيل الكلى قام وزير الصحة حمد حسن بمداهمة مستودعات للمستلزمات الطبية.
وبدأت الأزمات تولد أزمات أخرى، فقد انعكست أزمة الكهرباء والوقود على خدمات المياه والغنترنت التي بشرت مصادر المعلومات بانقطاع الانترنت لـ24 ساعة. وأكد رئيس مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران أننا ذاهبون إلى اعتماد القسوة في التقنين نتيجة الانقطاع الحاد في الكهرباء وشحّ مادة المازوت، ولفت إلى أن “نسبة 60 في المئة من المناطق ستتأثر بهذا التقنين ولا سيما المناطق الساحلية.