واستقبل قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد “علي الخامنئي ” الیوم الثلاثاء، نحو الفين شخص من اهالي محافظة قم بالتزامن مع ذكرى الانتفاضة التاريخية في 9 كانون الثاني/يناير عام 1978 ضد نظام الشاه.
وأشار قائد الثورة الإسلامیة إلی الحادث الإرهابي في كرمان وقال إننا نصر على قمع العوامل الرئیسیة والعوامل التي تقف وراء الحادث الإرهابي في كرمان وتحاول السلطات المعنية بجدية التعامل مع حادث كرمان وقد عملت بشکل جيد.
وقال: في 9 كانون الثاني/يناير عام 1978 نزل أهالي قم إلى الشوارع، استشهدوا، وضُربوا، ودخل بعضهم السجن، لكنهم كانوا بداية حراك تمكنوا فی اقل من عام من الإطاحة بالنظام التبعي المستكبر والظالم الذي سيطر على هذه البلاد.
وقال: أصر الإمام علي (ع) على الاعتماد على عامة الناس. عندما يتواصل رئيس الجمهورية مع جماهير الشعب، ويتحدث، ويعمل، ويذهب بين الشعب،هذه هي الديمقراطية. هذه هي النقطة الرئيسية.
وتابع: إن النظام الذي أطاح به الشعب الإيراني في 22 بهمن (11 شباط /فبراير 1979 ذكرى انتصار الثورة) وطرده من هذه الأرض الطاهرة كان نظاما تابعا وانقلابيا.
وصرح بأن بعض الناس، ومنهم الأمريكان وأعوان الأمريكان والمعتمدين على الأمريكان اليوم، لا يريدون أن يصدقوا ذلك بعد أربعين عاماً. ومن الغريب أنهم سياسيون ودبلوماسيون، لكنهم في هذه الحالة يستخدمون أقصى درجات السذاجة، فإنهم بسوء التقدير وحساب خاطئ، يبررون مرة أخرى النظام الذي طرده الشعب من هذا البلد قبل 45 عاماً .
وأضاف: كانت سياسة الإمام الإستراتيجية هي جلب الشعب إلى الساحة وسياسة العدو الإستراتيجية هي اخراج الناس من المشهد والساحة وعدم المشاركة في الانتخابات هو سياسة العدو الاستراتيجية.
يجب على الجميع بذل الجهد لتواجد الشعب في الساحة
وشدد على أنه يجب على الجميع بذل الجهد لتواجد الشعب في الساحة وقال: قد علم الإمام، الشعب أن حضوره في الساحة يصنع المعجزات، وقد أثبت ذلك لجميع شعب إيران بالعمل والقول والمنطق والحجج. کما أوضح الإمام للناس أنهم إذا أرادوا المضي قدماً، وإذا أرادوا تحقيق النتائج المرجوة، فيجب عليهم التواجد في الميدان. فلا فائدة من التراجع، والاعتماد على هذا وذاك، والعزلة.
وقال إن ایجاد القطبیة الثنائیة في المجتمع هو أحد أغراض أعداء الشعب الإيراني ومعارضيه.ومن أعمال العدو لإبعاد الشعب عن الساحة، تیئیسهم من المستقبل. وصرح: ترون كم ييأسون الشعب من المستقبل في هذه وسائل الإعلام التابعة للعدو. ويقولون ما فائدة المشاركة في النشاط السياسي؟ ما فائدة المشاركة في الانتخابات؟ ويعبرون عن أوجه القصور والصعوبات في الشؤون الاقتصادية .نعم، كانت ولا تزال هناك نقاط ضعف مختلفة بينما إذا تم التحقيق بعناية في حالة واحدة، فإن معظم نقاط الضعف الاقتصادي هذه تعود إلى قلة تواجد الشعب.
وقال: في كثير من المشاكل الأمنية، ساهم الشعب في معالجة المشكلة من خلال مساعدة الأجهزة الأمنية. لقد أرادوا ( الأعداء) القيام بأشياء كثيرة مثل الكارثة التي سببوها في كرمان لكن الناس أصبحوا واعيين، والأجهزة منعت من وقوع هذه الکوارث . ويمكن القول إن العدو يريد أن يفعل عشرات المرات ما يحدث، ويتم إحباط الكثير من هذه المؤامرات بمساعدة الشعب.
ویعتقد أن تقدم إيران وعزتها وتالقها كقوة مهمة في هذه المنطقة، والعمق الاستراتيجي لإيران، یعود إلی تواجد وحضور الشعب الإيراني في المشهد. وقال أينما تمكن العدو من منع تواجد الشعب في ساحة انتصر فيه.
تنبؤ أصحاب الرؤى في العالم بانتصار المقاومة وهزيمة الکیان الصهيوني یتحقق
وقال سماحة قائد الثورة الاسلامية: في قضية غزة بدأت التوقعات والتنبؤات تظهر نفسها تدريجيا. ومنذ البداية، تنبأ أصحاب الرؤى في العالم، سواء هنا أو في أي مكان آخر، أن الذي سينتصر في هذه القضیة هي المقاومة الفلسطينية، ومن سيخسر هو الکیان الصهيوني الشرير اللعين، وهذا التوقع بدأ يتحقق.
وأضاف: قد ظل الکیان الصهيوني يرتكب الجرائم منذ ثلاثة أشهر. أولا، ستبقى تلك الجرائم في التاريخ. وحتى بعد زوال الکیان الصهيوني وتدميره، فإن هذه الجرائم لن تُنسى وستسجل في الكتب وتكتب أنه ذات يوم وصلت مجموعة إلى السلطة في هذه المنطقة وارتكبت هذا النوع من الجرائم. وقتلت عدة آلاف من الأطفال والنساء. في غضون أسابيع قليلة،وأضاف: هذا لن يُنسى، فالجميع سيدرك أن صبر هؤلاء وصمود المقاومة الفلسطينية أجبر هذا الکیان على التراجع و الانسحاب ولم يحقق الکیان الصهيوني أيًا من أغراضه بعد ما يقرب من مائة يوم من جرائمه. هذا یدل علی الفشل.
وتابع: هذا الکیان قال إنه سيدمر حماس، لكنه فشل وقال سنقوم بتهجیر أهل غزة، لكنه فشل. کما اعلن سنوقف أعمال المقاومة، لكنه هزم ، وأکد أن المقاومة حية، نشطة وجاهزة وهذا الکیان متعب ومذل ونادم .
واعتبر هذه الحرب عبرة للکیان الصهیوني وتؤكد على ضرورة اتباع خط الوقوف بوجه الظلم والقوة والاستكبار والاغتصاب، ملفتا على المقاومة أن تظل حاضرة وجاهزة ولا تتجاهل حيل العدو وبعون الله ستستطيع دحر العدو.
وختم سماحته بالقول: إن شاء الله سيأتي يوم يشهد فيه الشعب الإيراني والأمة الإسلامية انتصار على أعداء العالم وشياطينه بالصبر والثبات والثقة بالله.
يذكر وفي العام الماضي التقى نحو 700 شخص مع قائد الثورة بسبب القلق على الوضع الصحي في البلاد، وهذا العام زاد العدد إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف.
وان انتفاضة أهالي قم في 9 ديسمبر/كانون الثاني عام 1978 اندلعت احتجاجا على مقال نشرته صحيفة “اطلاعات” اسيء فيه للامام الخميني الراحل.
ولعبت هذه الانتفاضة دوراً كبيراً في مصير الثورة الإسلامية في إيران، والتي عرفت بأنها شرارة الثورة وبداية انطلاقتها ومن ثم انتصارها في 11 شباط/فبراير عام 1979 والإطاحة بالنظام البهلوي ونهاية الحكم الملكي في إيران.