وقال المحلل اللبناني والخبیر في الشؤون السیاسية «حکم امهز» في حدیثه إلی وکالة “إسنا” ان الشهید قاسم سلیماني هو مهندس الدفاع في محور المقاومة، فهو شارک في الحرب المفروضة علی الجمهوریة الإسلامیة وکسب خبرة کبیرة ومن ثم أیضا کان له دور کبیر جدا في الدفاع عن قضایا المستضعفين والمسلمین في العالم سواء کانوا مسلمین أو غیر مسلمین وبالتالی وجدنا أن هناک بصمات له في البوسنة والهرسک وأیضا في الفترة الأخیرة وجدنا أن بصمات الحاج قاسم سلیماني موجودة في الوقوف إلی جانب فنزويلا في مواجهة الولایات المتحدة الأمریکیة من خلال الدعم الإقتصادي والدعم النفطي وما إلی ذلک والموقف السیاسی. بعد ذلک بطبیعة الحال وقبله کان له دور مهم جدا فيما یتعلق بموضوع محور المقاومة وقیادة محور المقاومة ما هو یمکن وصفه بالقائد الأبرز في محور المقاومة الذي عمل علی مناهضة ومواجهة الکیان الصهیوني وسیاسات الولایات المتحدة الأمریکیة في المنطقة.
وتابع قائلا: فعملیا إذا أردنا التطرق إلی دور الحاج قاسم سلیماني في دعم محور المقاومة فهو یعني من الأساسیین الذین دعموا محور المقاومة في لبنان وبالتالي هذه المقاومة في لبنان إستطاعت أن تحقق ما یمکن وصفه بالمعجزة من خلال دحر الإحتلال الإسرائیلي عن الجزء الأکبر من الأراضی اللبنانیة دون قید أو شرط وهذا یعني سابقة تاریخیة في وجود الکیان الصهیوني في هذه المنطقة والذی احتل أراضی أربع دول عربیة في ستة أیام.
وأشار الخبیر أمهز إلی أن القدرات التي یتمتع بها محور المقاومة أو المقاومة في لبنان تفوق القدرات التي تتمتع بها هذه الدول العربیة الأربع في العام 1967 . عندما نتحدث عن قوة المقاومة فهي لیست مستمدة فقط من العنصر التسلیحی انما هناک عنصر جدید وهو الأهم في هذه المعرکة ، هو من یستخدم هذا العنصر التسلیحی وأقصد هنا المقاومین المجاهدین الذین یتمتعون بعقیدة شهادیة حسینیة کبیرة جدا. هذا العامل کان هو المتوفق ویشکل عنصر التفوق في مواجهة الکیان الإسرائیلي. لأن الکیان الإسرائیلي یملک الأسلحة أکثر مما تمتلکه المقاومة ولکن هو لایملک العقیدة التی تمتلکها المقاومة بمعنی ان المقاومة تتفوق علی الإسرائیلی بالعنصر العقائدی ولکن الکیان الاسرائیلی تتفوق علی المقاومة بالعنصر التسلیحی ولکن تبین أن الذی یحقق النصر هو العنصر العقائدی لأن لیس المهم الأسلحة لکن المهم من یمتلک الأسلحة. فلذلک هذا الدور الذي لعبه الشهید قاسم سلیمانی وأسس هذه المدرسة الجهادیة الكبيرة في المنطقة ومن ثم ما شهدته المقاومة الفلسطینیة من مراحل التطور أیضا یشهد علی دور الحاج قاسم سلیماني وأهمیته في هذه المعرکة.
وصرح المحلل اللبناني قائلا: فالشهید سلیماني حوّل اذا أردنا وصفه بشکل دقیق الإحباط الي الأمل وحول اليأس الي حلم ممكن أن يتحقق فیما یتعلق بموضوع المقاومة. فالحاج قاسم سلیمانی إذا ما رجعنا إلی القضیة الفلسطینیة وتحدثنا عن دوره، طیب ما قبل الثورة الاسلامیة کانت المقاومة الفلسطینة تقوم علی الحجر والسکین وبعض الأسلحة الخفیفة ومع انتصار الثورة الإسلامیة الإيرانية والدور الذی لعبه الحاج قاسم سلیماني علی الساحة الفلسطینیة في دعم المقاومة الفلسطینیة حوّل هذه المقاومة من الحجر والسکین إلی الصاروخ البالیستی وإلی الطائرات المسیرات وإلی حرب الإستخبارات والقدرات الأمنیة الهائلة وبالتالي هذا لم یکن قبل إنتصار الثورة الإسلامیة حیث کان هناک إحباط ویأس نتیجة النکسات والنکبات والهزائم التي عاشها العالم العربی والإسلامی. فلذلک حوّل الشهید قاسم سلیمانی یعنی الحلم إلی الیقین وقبل انتصار الثورة کان تحریر فلسطین حلم. الآن أصبح تحریر فلسطین الیقین خصوصا بعد تحریر الجزء الأکبر من لبنان وأیضا تحریر غزة. تحریر غزة أیضا هو عظیم ویمکن أن یوضع في هذا الإطار.
وذکر أنه اذا أردنا حالیا الا نبحث كثيرا في سرد التفاصيل ولکن فقط نذهب الي ما تعيش حاليا غزة. فهي أرض منبسطة وبقعة جغرافیة صغیرة مساحتها تقريبا حوالی 3 مائة کیلومترات مربع تقریبا وهي أرض منبسطة ومکشوفة للطائرات والأقمار الصناعیة الإسرائیلیة وبالتالي یمکن بکل سهولة إکتشاف أی تحرک فیها. طیب من وضع فکرة الأنفاق ومن حقق فكرة الأنفاق تحت غزة؟ یعنی الانفاق التی تشکل الآن الدرع الحصین التي من خلالها المقاومة الفلسطینیة تلحق هزائم کبیرة جدا علی الکیان الصهیوني وجنوده وآلیاته وضباطه فکان الحاج قاسم سلیمانی والحاج عماد مغنیة هما من وضعا فکرة الأنفاق وهما من هندس هذه الفكرة اوأنجزاها علی الأرض وهذا موجود في کلام ومواقف قادة المقاومة في فلسطین وبالصورة والصوت. ومؤخرا الکلام الذی أعلنه ممثل حرکة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبدالهادی. فما یجری الآن من هزائم علی الکیان الصهیوني علی مدی ثلاثة أشهر هذا بفضل الحاج قاسم سلیمانی ویمکن أن نقول ان اسم الحاج قاسم سلیمانی موجود علی کل طلقة يطلقها المقاومون في فلسطین وعلی کل قذیفة وعلی کل صاروخ فلسطینی باتجاه تل أبیب إسم الحاج قاسم سلیمانی موجود وهذا ما یؤکده القادة الفلسیطینون. فعملیا هذا هو الذی حقق الحاج قاسم سلیمانی.
وأضاف الخبیر أن النقطة الثانیة في دور الحاج القاسم سلیمانی والمهم هو دور الوحدة. هو لم یکن دوره یقوم علی أساس التمییز الطائفی أو المذهبي أو العرقي أو الجغرافی أو الدیني أو إلی آخره. فالحاج قاسم سلیمانی وطبعا الجمهوریة الاسلامیة الإیرانیة دعم المقاومة في فلسطین وهي تأخذ الطابع السنی ودعم المقاومة في لبنان وهو یأخذ الطابع الشیعي ودعم أیضا الشعب البوسني وایضا دعم فنزویلا. کل المقاومات التي دعمها الحاج قاسم سلیماني هی لیست مرتبطة بموضوع دیني أو مذهبي أو جغرافي وإنما هي مرتبط بأمر أساسي یقوم علی أساس الحق والإنسانیة والعدالة ولیس أکبر فلذلک هذا الدور لا أعتقد أن أحدا في العالم لعبه علی مدی التاریخ.
وأوضح أن النقطة الثالثة أیضا في موضوع دور الحاج قاسم سلیماني یمکن وصفه بأنه مناضل أممی تجاوز المناضل تشي جيفارا في مقاومته الامبرالیة. تشي جيفارا واجه الإمبریالیة الأمریکیة بجغرافیا محددة تقریبا ولکن الحاج قاسم سلیمانی مع رفاقه في محور المقاومة واجهوا الإمبرالیة واجهوا الصهیونیة وکافحوا الإرهاب وکافحوا التکفیر وکافحوا داعش وکافحوا الکثیر من قضایا الفساد وقضایا إستهداف المظلومین في العالم سواء کانوا في أی مکان جغرافی علی وجه الأرض، اذا کان في افریقیا أو أوروبا ربما أمریکا أو في آسیا أو آخرین.فعملیا دور الحاج قاسم سلیمانی لا یمکن تأطيره فهو دور إستثنائي تاریخی بامتیاز أسس لمرحلة مهمة في تاریخ البشریة.
وتابع أن النقطة الرابعة التی یمکن أن نتحدث عنه أیضا هو دور الحاج قاسم سلیمانی في تغییر المعادلات سواء کان في المنطقة أو علی مستوی العالم عندما نتحدث عن دور الحاج قاسم سلیماني في دعم المقاومة فالمقاومة حققت انجازات عظیمة جدا علی مستوی المنطقة. فهی فرضت المعادلات علی الکیان الصهیوني بعدما کان الکیان الصهیوني یفرض معادلات علی المنطقة. الیوم الکیان الصهیوني مقید بمعادلات مع المقاومة فی لبنان ومقید بمعادلات مع المقاومة في فلسطین وبالتالي لم یعد ذلک الکیان الصهیوني الذي یعتبر أنه أسطورة وأن أرضه من الفرات إلی النیل وأن جیشه أسطورة لا یمکن أن یهزم. أما الیوم الکیان الصهیوني نجد أن جیشه وضباطه داس علی رؤوسهم بأحذیة المقاومین سواء کان ذلک في لبنان أو فلسطین أو فی غیرهما وأیضا حدود هذا الکیان الصهیونی الذی کان من الفرات الی النیل أصبح متقوقعا بین الجدران علی حدود الضفة الغربیة وعلی حدود غزة وعلی حدود لبنان. هذا علی مستوی المنطقة غیّر المعادلات وبالتالی هذه المعادلات أیضا عکست عالمیة یعنی بات محور المقاومة سببا من أسباب تراجع النفوذ الأمریکی في العالم وبالتالي تآکل الأحادیة القطبیة الأمریکیة وظهور التعددیة القطبیة في العالم کان بسبب دور الحاج قاسم سلیمانی ومحور المقاومة وکونهما جزء منها.
وختم بالقول: بالتالي الان أصبح عندما نتحدث عن المعرکة القطبیة علی مستوی العالم ما بین الولایات المتحدة الأمریکیة من جهة وروسیا والصین من جهة دائما نضیف إلی محور المقاومة ولو لم یکن محور المقاومة قویا بدعم من الحاج قاسم سلیمانی لما وصلت إلی ما وصل إلیه حالیا و بالتالي هذا الفضل یعود بشکل أساسی الی قاسم سلیمانی، فدور الحاج قاسم سلیماني لایمکن تحدیده لا جغرافیا ولا زمانیا ومکانیا ولا بأی شکل من الأشکال. فهو مدرسة تاریخیة کبری لا یمکن تحدیدها وتأطیرها. مدرسة متکاملة بعقائدها بجغرافیتها بهندستها بفکرها باستراتیجیتها وغیرها .