“إن دعم القوى الغربية للدول والحكومات التي هي بمثابة دمى لها هو سراب وليس حقيقة، ينبغي على كافة الحكومات أن تدرك هذا الامر” هذا ما ورد في تصريحات قائد الثورة الإسلامية قبل عامين.في الأيام الأولى للحرب الأوكرانية، تناول قائد الثورة الإسلامية جذور هذه الأزمة بتحليل استراتيجي، وأكد أن أوكرانيا أصبحت ضحية لسياسة صناعة الأزمات الأميركية. واعتبر أن التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لأوكرانيا ودعم الانقلابات المخملية والملونة عوامل رئيسية في هذه الأزمة. وحذر قائد الثورة من أن وراء كل إثارة للحروب تقف قوى عظمى وقوى دولية شريرة تعمل على إشعال نيران الحروب في مختلف أنحاء العالم لضمان مصالحها.*إذلال ترامب لزيلينسكي؛ رمز لنهج الغرب إن إذلال ترامب لزيلينسكي هو مثال على هذا النهج الأداتي للغرب تجاه الدول التابعة والعميلة لها. خلال الاجتماع الأول بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض، لم يرفض ترامب فقط التوقيع على اتفاق اقتصادي كبير مع أوكرانيا، بل قال لزيلينسكي أيضًا بنبرة تهديد: “أنت تخاطر بحرب عالمية ثالثة ويجب أن تكون اكثر امتنانا لنا”. كما أعلن ترامب في بيان رسمي بعد الاجتماع أن “الاتفاق ملغى لأن زيلينسكي ليس مستعدًا للسلام وأميركا لن تنخدع”. وأظهرت هذه المعاملة المهينة أنه حتى رئيس دولة حليفة لأميركا لن تكون له أي مكانة إذا لم يمتثل بشكل كامل لسياسات واشنطن.
*معركة استنزاف واستغلال أميركيومع مرور الوقت، أصبحت صحة تحليل قائد الثورة أكثر وضوحا. إن الدعم غير المشروط الذي قدمته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا ليس لم ينقذ البلاد من الأزمة فحسب، بل حولها أيضًا إلى ساحة معركة استنزاف. من المتوقع أن تكون الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر مورد للأسلحة إلى كييف، المستفيد الأكبر من هذه الحرب، في حين يعاني الشعب الأوكراني من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.*معاملة الغرب الاداتية لزيلينسكيوأظهر تعامل الدول الغربية، وخاصة حكومة الولايات المتحدة، تجاه زيلينسكي، أن دعمها كان مؤقتًا ويستند إلى مصالحها الخاصة. وتشير التقارير الأخيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائه مع زيلينسكي، لم يضغط عليه فقط من أجل السلام مع روسيا، بل ألغى أيضًا اتفاقية استثمار المعادن بين البلدين. وأظهر هذا الموقف مرة أخرى أن نظرة الغرب للحكومات التابعة هي نظرة اداتية ولا يمكن الثقة بها.*أهمية الدعم الشعبي في بقاء الحكوماتوأكد قائد الثورة الإسلامية أيضا أنه إذا لم يدعم شعب أي بلد حكومته فإن تلك الحكومة ستنهار في مواجهة الأزمات. وقد أكدت تجربة الحرب الأوكرانية هذه الحقيقة أيضًا؛ وبما أن زيلينسكي لم يتمكن من جذب الدعم الشعبي الكافي لمواجهة روسيا، فقد واجهت أجزاء مختلفة من البلاد أزمات متعددة.
*إثبات صحة تحليل قائد الثورةتظهر كل هذه الأدلة أن تحليل قائد الثورة للأزمة الأوكرانية كان مبنياً على فهم عميق لمعادلات القوة العالمية منذ البداية. وبدلاً من مساعدة الأمم حقاً، تستخدمها الدول الغربية كأدوات لتحقيق مصالحها الخاصة، وتتركها بمفردها في اللحظة الحرجة. وتشكل تجربة أفغانستان وأوكرانيا، وحتى سلوك ترامب الأخير مع زيلينسكي، دليلاً إضافياً على هذه الحقيقة.