وتطرق الخبیر السياسي”حكم أمهز” في حدیثه إلی وکالة إسنا والذي تم نشر الجزء الأول منه سابقا إلی السمات الممیزة لشخصیة الحاج قاسم سلیماني قائلا: طبعا الدور الذي لعبه الشهید سلیماني في الدفاع عن جبهات المقاومة لم یکن لو لم یکن هذا الشخص وهذه الشخصیة تتمتع بمیزات فریدة من نوعها. فالحاج قاسم سلیمانی في عقلیته هو مخطط إستراتیجی وحکیم وواع و صاحب تجربة وخبرة واسعة جدا وصاحب عقلیة اذا صح التعبیر باردة وغیر إنفعالیة وغیر إرتجالیة لأن دائما الإرتجال والانفعال لا یحقق الأهداف التي یمکن أن تحدد. فلذلک هذه الشخصیة شخصیة إستثنائیة في هذا الفکر. هذه النقطة الأولی وبدلیل أنه علی سبیل المثال في الحرب الکونیة التي حصلت علی سوریا وبعد مرور سنتین علی هذه الحرب الکونیة هو استطاع أن یقنع الروسي الذي لم یکن یرغب في المشارکة في هذه الحرب بالمشارکة فيها وهذا الأمر لم یعد مخفیا وهذا الأمر أصبح معروفا. وبالتالی الدخول الروسي إلی الحرب في سوریا شکل منعطفا مهما جدا في مسار الوجود الروسي في المنطقة وأیضا في مسار المعرکة مع الأمریکي یعنی نعرف أن المعرکة في سوریا کانت حربا کونیة تقودها الولایات المتحدة الأمریکیة. الدخول الروسي في هذه المعرکة طبعا مع محور المقاومة هزم المشروع الأمریکي وبالتالی هذه الهزیمة التي منی بها الأمریکي في سوریا هذا أعطی قوة لروسیا في مواجهة أمریکا وبالتالی کان الفضل في أساسه للحاج قاسم سلیماني.
وتابع أن هذا هو المستویات الإستراتیجیة لهذه الشخصیة الحاج قاسم سلیماني ولاأرید أن أتوسع في الدور الذي لعبه علی مستوی لبنان والیمن وفلسطین وفنزویلا والبوسنة والهرسك وغیرها وتحدثنا عنه سابقا.
وأوضح أن النقطة الثانیة في شخصیته هي السلوك الشخصي للحاج قاسم سلیماني. هو کان یتمتع بسلوکیة ممیزة یعني لا أعتقد أن قائدا بحجمه وبمثله کان مثله في السابق. فهو الصحیح أنه کان قائدا ولکنه أیضا کان في المیدان قائدا وکان یتقدم المجاهدین علی محاور المقاومة وکان یعیش معهم ویأکل معهم في الخطوط الأمامیة ویعرض نفسه للخطر ویعتبر نفسه واحدا منهم وهذا ما یعطي دعما معنویا لا یقارن ولا یقاس للمجاهدین الذین یقاتلون علی محاور المقاومة في أي مکان من الأماکن. هذا أیضا شئ مهم جدا ووجوده بین المقاومین کان یعطي دافعا کبیرا جدا للمقاومین ویعطیهم أیضا معنویات جهادیة.
وتابع أن الأمر الآخر هو موضوع القول والعمل. یعني سلوك القول والعمل للحاج قاسم سلیماني. هو عندما کان یتحدث عن مسیرة الجهاد والشهادة. لم یکن ذلك من باب فقط الکلام وهو موجود في مکتبه وهو طبقه علی الأرض وکان یمارسه علی الأرض خلال وجوده بین المقاومین.
وذکر الخبیر أمهز أن المیزة الأخری في شخصیة الحاج قاسم سلیماني هي أنه کان یتمتع بعقیدة إیمانیة یعني صادقة ومخلصة لله سبحانه وتعالی وهو کما یقولون باع جمجمته لله وبالتالي عمل في هذا الإطار حتی حقق ما أراد. فهو کان المصلي الصائم المؤمن المخلص قولا وعملا لیس فقط باللسان وبالتالي هذه السلوکیات أعطته مع التواضع الذي یتمتع به علی مدی حیاته أعطته سموا في الأرض وسموا في السماء وتبین ذلك من خلال المحبة الکبیرة جدا التي أحاطت به من کل هذا الرأی العام المقاوم والدعم للإنسانية وأیضا تمثل عملیا علی الأرض في عملیة التشییع العظیم والتاریخي.شييع جثمان الجنرال قاسم سليماني في طهران
وختم بالقول انه بالتالي شخصیة الحاج قاسم سلیمانی تحتاج للکتب ومراکز الدراسات لتحلیلها وبالإمکان أن نقول ان الکثیر من المدارس العسکریة في العالم تعمل حالیا علی هذه الشخصیة وتعمل علی الإنجازات التي حقتها والسلوکیات التي عمل علیها حتی وانا أصف إنجازاتها بطبیعة الحال بالمعجزات من خلال ما حصل في سوریا أو في الیمن وفي لبنان أو في غیرها.