وأضاف بوتين خلال لقائه مع وفد الدول المشاركة بالمبادرة الأفريقية لتسوية الأزمة الأوكرانية، أنّ “كييف رفضت التوقيع على الاتفاق بعد انسحاب القوات الروسية طوعياً كجزء من الصفقة”.
كما عرض بوتين أمام القادة الأفارقة وثيقة الاتفاقية التي اتفق عليها الجانبان والمعنونة بـ “معاهدة الحياد الدائم والضمانات الأمنية لأوكرانيا”.
ووفقاً لبوتين، اتفقت موسكو وكييف من حيث المبدأ على مسودة اتفاقية في ربيع عام 2022 في إسطنبول، لكن بعد ذلك رفضت كييف التوقيع عليها بعد انسحاب القوات الروسية طوعياً كجزء من الصفقة، وبحسب النص فإن المملكة المتحدة والصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا ستعمل كجهات ضامنة.
واعتبر الرئيس الروسي أنّ عدم التزام كييف بالجزء المتعلق بها من الصفقة “يُرجّح أن يكون نتيجة جهود غربية”، مشيراً إلى أنّ ذلك “تزامن مع زيارة قام بها رئيس الوزراء البريطاني حينها بوريس جونسون إلى كييف”، مما يشير بحسب ما ذكرته صحيفة “فورين أفيرز”، إلى أن جونسون قاد جهود إفشال الصفقة.
وبحسب الصحيفة فإنّ مصادر سلطت الضوء سابقاً على تأثير جهود جونسون لوقف المفاوضات، وأكدت أنّه حثّ خلال زيارته لكييف، الرئيس الأوكراني على قطع المحادثات مع روسيا لسببين رئيسيين، أولهما أنّه “لا يمكن التفاوض مع بوتين”، وثانيهما أنّ “الغرب ليس مستعداً لنهاية الحرب”.
ورأت “فورين أفيرز”، أنّ هذا الكشف يشكك بالروايات الأوكرانية بشأن هزيمة روسيا في معركة كييف، وانسحابها من محيطها في ربيع العام الماضي، فيما ذكرت أنّ بعض المصادر تشير إلى أنّ ما قاله بوتين، يؤكد أن الغرب يعتبر الحرب في أوكرانيا حرباً بالوكالة مع روسيا.
كذلك، أكد الرئيس الروسي أنّ “الأزمة في سوق الغذاء العالمية سببها تصرفات الغرب، وليست العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا”، لافتاً إلى أنّ “الأزمة في السوق الدولية تشكلت قبل الصراع بكثير”.
وأبدى بوتين، استعداد بلاده إلى “حوار بنّاء مع الراغبين في السلام”، مشيداً بـ”النهج المتوازن” لوسطاء وفد دول أفريقيا، تجاه الصراع في أوكرانيا.
وزار وفداً أفريقياً روسيا، يضم 4 رؤساء هم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والرئيس السنغالي ماكي صال، والزامبي هاكيندي هيشيليما، والقمري غزالي عثماني الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، فضلاً عن ممثلين للكونغو برازافيل وأوغندا ومصر، لبحث خطة سلام محتملة لحل الصراع في أوكرانيا.
والجمعة، زار وفد الوسطاء الأفريقي العاصمة الأوكرانية كييف، حيث عقد محادثات مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الذي أكد أنّ بلاده “لن تعطي روسيا فرصة ثانية”، رافضاً أي تفاوض مع موسكو.