وقد نجحت مع عدد منها، وأخفقت مع أخرى، حتى جاء الدور على دولة باراغواي في أمريكا الجنوبية، التي أعلنت في ذات الشهر استجابتها للطلب الإسرائيلي بنقل سفارتها، ولكن بعد أربعة أشهر، أعيدت السفارة إلى مدينة تل أبيب، عقب تضرر علاقاتهما.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، كشف أن “هناك جهودا بين الدولتين لإنهاء أزمتهما الدبلوماسية القائمة منذ 2018 عندما قرر الرئيس السابق ماريو عبدو بانيتيس إعادة السفارة إلى تل أبيب بعد أربعة أشهر فقط من انتقالها للقدس المحتلة، وصرح الرئيس الجديد سانتياغو بينيا، الذي سيتولى منصبه في آب/ أغسطس، خلال حملته الانتخابية الأخيرة أنه سيعيد سفارة بلاده للقدس المحتلة، وقد زارها قبل عام ونصف، والتقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومحافظ بنك إسرائيل أمير يارون”.
وأضاف في تقرير ترجمته “عربي21” أن “سفارة باراغواي السابقة في القدس المحتلة كانت في حديقة التكنولوجيا في حي مالشا بجوار سفارة غواتيمالا، وهي ثالث سفارة افتتحت هناك بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا، وجاء الرئيس في ذلك الوقت هوراسيو كارتيس، وهو صديق للاحتلال، إلى القدس لافتتاح السفارة باحتفال رسمي”.
وأشار إلى أنه “بعد أربعة أشهر، اتخذ الرئيس اللاحق بينيتاس قرارا بعكس سلفه، وأعلن عودة السفارة لهرتسليا، ما تسبب في غضب إسرائيلي، وردّ نتنياهو بقرار استدعاء سفيره من العاصمة أسونسيون للتشاور، وصولا لإغلاق السفارة، واعتبارًا من أيلول/ سبتمبر 2018، فإنه لم يكن لإسرائيل سفارة في الباراغواي، لكنها تتوقع أنه بعد انتخاب الرئيس الجديد، فإنه سيفي بوعده الانتخابي، ويعيد السفارة للقدس المحتلة، ويفترض أن مثل هذه الخطوة ستؤدي لإعادة فتح السفارة الإسرائيلية في أسونسيون، وصرح مسؤول إسرائيلي كبير يأن فرصة ذلك تزيد على الـ50%”.
بالعودة سنوات إلى الوراء، فقد تحولت قضية نقل سفارة باراغواي من القدس إلى تل أبيب إلى أزمة دبلوماسية بينهما، حيث أكدت هذه الدولة اللاتينية في حينه أن قرارها بإعادة سفارتها من القدس إلى تل أبيب يأتي للمساهمة في الجهود الدبلوماسية المكثفة لتحقيق سلام شامل ودائم وعادل في الشرق الأوسط، رغم تعرضها لضغوط أميركية لإلغاء قرارها بإعادة بعثتها مرة أخرى إلى تل أبيب بعد أن نقلتها للقدس المحتلة، بينما دعمتها تركيا التي أعلنت فتح سفارة لها في العاصمة أسونسيون، بعد يوم واحد من إعادة سفارة بلادها من القدس إلى تل أبيب.
وجهت باراغواي في حينه ضربة موجعة لمساعي الاحتلال لدفع الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لـ “إسرائيل”، بعد أن اكتسب بعض الدعم عندما نقلت الولايات المتحدة سفارتها إليها، ثم حذت حذوها غواتيمالا وباراغواي، فيما لا تعترف معظم الدول بالاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس، وتقول إن وضعها النهائي يجب أن يتحدد خلال محادثات سلام، وهو ما أشارت إليه باراغواي باعتباره أحد أسباب إعادة سفارتها إلى تل أبيب.
هناك اليوم أربع سفارات تعمل في القدس المحتلة، وهي: الولايات المتحدة، وغواتيمالا، وكوسوفو، وهندوراس، في حين توجد لدى العديد من الدول “مكاتب” رسمية فيها، وهي: البرازيل، والمجر، والتشيك، وأستراليا.