المطلوب من لبيد تأمين ٦١ مقعدا حتى يشكل حكومة اسرائيلية جديدة والرجل يملك منها حتى اللحظة ٥٤ مقعدا، الذين اوصوا بلبيد يخالفونه في الفكر حتى العظم لكنهم يتفقون معه في مسألة واحدة وهي ضرورة رحيل نتنياهو واختفاءه عن المشهد الحالي وذلك املا في ان يتغير واقع التحالفات ويعود اليمين لبعضه البعض بعد أن شتته نتنياهو وفرقه الى مجموعات متنازعة، الفسيفساء التي يملكها لبيد ويفترض منه ان يشكلها حتى تخرج منها حكومة، غير متجانسة على الاطلاق ولا يمكن ان تلتقي مهما حدث واذا التقت صدفة فستلتقي فقط للتخلص من نتنياهو ومن ثم ستتفرق مباشرة ، فما الذي سيجمع افيغدور ليبرمان بجانتس الذي قال يوما لمذيعة بأن حظوظها في رئاسة الحكومة اكثر من حظوظ رئيس حزب ازرق ابيض، وما الذين سيجمع ليبرمان بالعرب الذين على الاقل سيؤيدون حكومة لبيد ولو بتوفير شبكة امان من الخارج في وقت مازال ليبرمان يدعو الى طرد العرب الذين وصفهم بالصراصير والخنازير الى خارج فلسطين، وما الذي سيجمع ميراف ميخائيلي رئيسة حزب العمل بجدعون ساعر رئيس حزب امل جديد اليميني وهما يتناقضان في كل البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هذه الفسيفساء سيسعى لبيد لجمعها فقط تحت عنوان التخلص من الصداع المزمن والمؤرق الذي يدعى نتنياهو ، اما الاخير فلديه مصطلح يرتاح اليه وهو (دعهم يعرقون ) اي انهم سيحاولون لكنهم سيتعبون دون فائدة وسيعودون الى المربع الاول، لكن نتنياهو لن يقف مكتوف الايدي وهو يرى الخصوم تجتمع عليه لتخرجه خارج الحلبة السياسية بخفي حنين ملاحقا بتهم الفساد وبدون حصانة تمنعه من الاستفادة منها امام القضاء الاسرائيلي الذي حاول صياغته وفق مصالحه، في الايام المقبلة سنسمع نتنياهو يتهم ساعر وبينت وليبرمان بخيانة اليمين الاسرائيلي والنوم في احضان اليسار الاسرائيلي الذي سيتخلى عن حقوق (اسرائيل ) باراضي الضفة الغربية والقدس والكثير من هذه الاتهامات التي تدغدغ احلام اليمين الاستيطاني، نتنياهو يريد انتخابات خامسة وسادسة وسابعة لكن ان استطاع لبيد ان يضيع عليه هذه الفرصة لعدة اشهر فإن نتنياهو يكون قد غادر الحياة السياسية للابد لان الليكود ساعتها لن يبقي عليه وسيبحث عن رجل اخر يقوده للعودة الى سدة الحكم .